الأحد، 4 ديسمبر 2011

الحياة قديماً ببلاد العوالق


النظام الاجتماعي

الحياة الاجتماعية:
كانت الحياة الاجتماعية في العهد القبلي القديم بمنطقة العوالق تتألف من شرائح اجتماعية متجانسة ومنظمة تُسَّير دفة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وتتكون من السلاطين وشيوخ القبائل والسادة ورجال العلم (الفقهاء) والقبائل, وطبقة الصناع والحرفيين من صاغة الفضة والنجارين والحدادين والفلاحين والحويك, وغيرهم.
هذا وتستمد تلك الفئات الاجتماعية نفوذها من مصدرين, الأول: قوة النفوذ القبلي التي يتمتع بها السلطان, الأمير, الشيخ, القبيلي, الثاني: قوة النفوذ الديني التي يتمتع بها السيد, شيخ العلم, الفقيه.
أما العبد فهو يستمد نفوذه من موقع سيده وليس منه مباشرة, لذا جاء ذكره متقدماً على الفئات الأخرى, التي بقيت في الوسط أو في قاع المجتمع لا لشيء إلا لانعدام الثقل الاجتماعي لها, مع العلم أن هذه الفئات هي المبدعة في المجتمع, وهي التي تسير الحياة الاقتصادية في البلاد, إلا أن أياً منها كانت أمواله يبقى نفوذه محدوداً, لأن المجتمع القبلي لا يعرف إلا بقوة الرجال.
إلا أن تلك الفئات تزايد نفوذها وتأثيرها حتى على سير الأحداث كما حدث عندما تحدى "ابن عليوة" في حبان السلطان الواحدي وقال له السلطان: أنا القريشي بوك يا الحيك. .!
فأجابه ابن عليوه: وأنا القروش. .!
وبالفعل تمكن ابن عليوه بماله ونصره القبائل من إخراج السلطان الواحدي من "حبان" ولكن هذه الحالة تبقى فردية ونادرة.
أما القوة ومصدرها فهي دائماً بيد شيخ القبيلة لأن عنده مصدر القرار والسادة لا يتدخلون بين القبائل إلا بالإصلاح وجاههم مقبول لدى الجميع وكلمتهم نافذة ومسموعة.
وتعمل كل الفئات الاجتماعية حسب المهن الخاصة بها كالتالي:

الأدوات الخشبية:
القدح ـ المخصر ـ الصحفه ـ الحلي ـ عجل البير ـ القتب ـ الشرع ـ الهيج ـ المفجحة ـ العصا ـ الكونه ـ الملباج ـ المصري ـ الميزره ـ الباب ـ السده ـ السارية ـ الروشن ـ الخلفه ـ قطب ـ المعصره ـ المحر ـ المخباط ـ الشجب ـ المنحار ـ المحور ـ الحلي ـ المقدح ـ الملسن ـ السحب ـ الصميل ـ الملبن ـ الرعه ـ المسلق ـ الكرب ـ المذانب.

الحجر:
البرمه ـ الرحى ـ قطب المعصرة ـ المسرجة ـ المقطرة ـ القُصرة ـ السَفن ـ المرهى.

الحياكة:
الفريقة ـ البركالة ـ الشيلة ـ العمامة ـ الرادي ـ الحبية ـ المقطب ـ الشبكة ـ المخلاة ـ الجونية ـ بيت الشعر ـ المحبس.

سعف النخيـل:
الطبق ـ الفتر ـ الجعبة ـ التورة ـ الجونة ـ السفح ـ السلقة ـ المنفة ـ المغرس ـ السرة ـ الحبل ـ الشاية ـ المنعمة ـ المجبل ـ الشاية ـ اليرز.

أعمال الصيد:
صيد الغزلان ـ الوبران ـ الأرانب ـ الطيور ـ اليعاقيب.

مهن البناء: (الباني)
الباني ـ الملبَّـن ـ حامل الرعة ـ عامل الخلطة ـ الخابش ـ الملَّقى.

الفضة:
الجناجن ـ المعاصم ـ النطاق ـ المنجد ـ الحجول ـ الخواتم ـ اللازم ـ الخطور ـ اللبة ـ العصاب ـ المعضدة ـ القلادة.

صناعة الأحذية والجلود:
يقوم الخراز بصناعة الأحذية من جلود الماشية بطريقة متقنة فيها الخفة والمتانة والشكل المناسب, وقد يستغرق في ذلك عدة أيام في صناعة بعض الأحذية الفاخرة حسب طلب صاحبها, وهذا يزيد من سعرها الذي يصل أحياناً في تلك الأيام أواسط الستينات إلى المائة شلن أو ما يعادل عشرة جنيهات استرلينية وربما يتجاوز ذلك أحياناً حسب مكانة صاحبها ودقة صنعها.
كما يقوم الخزَّاز بصناعة بعض الجلديات التي تستخدم في الحياة اليومية مثل:
المزب ـ القماة ـ العفرة ـ المسب ـ المكحلة ـ المسفر ـ المنطقة ـ النسعة ـ السبتة ـ بيت الجهاز ـ الدلو ـ الغرب ـ النواط ـ الكراعة ـ العصاب ـ الوسادة ـ الشكوة ـ السرة ـ الوذم ـ الفيق.

صناعة الحدادة: (الحداد)
السنَّـة ـ المسحاة ـ الفأس ـ المجرفة ـ الشفرة ـ المزياب ـ المغرف ـ المصل ـ الملحَّـة ـ السلاسل ـ الغازة ـ السكين ـ الخنجر ـ الحربة ـ الشفا ـ النمشة ـ القدوم ـ المخطاف.

الأواني الفخارية:
الزير ـ الجحلة ـ المقطرة ـ الدوح.

المكاييل:الذهب: 12 مصري = تنكة أي ما يعادل (60) رطلاً إنكليزياً.
الصَاع: 6 مصارى.
الميزرة: 1/4 ذهب = 3 مصارى.
الكيلة: 2 مصارى.
المد: 1.5 مصرى.
الشطر: 1/2 مصرى.
المصَرى: 1/12 من الذهب.


=============
المصدر .. كتاب تاريخ قبائل العوالق وأثره في الإعلام المعاصر ( الجزء الأول ) للدكتور علوي عمر بن فريد .

حصن شيلوب

حصن شيلوب








وهو حصن الشيخ فريد بن ناصر, وقد أقيم على قمة جبل البورية ويطل على مدينة "الصعيد" بالعوالق العليا ـ ويكشف أمام ناظريك إذا جلست في الدور الثاني وادي يشبم, الشعبة, والحالة, وله إطلالة جميلة جداً كأنك تطل على الوادي الأخضر من نافذة طائرة.
والحصن "شيلوب" مكون من: 3 أدوار ونوبة والطابقين الأرضي والأول مبنية بالحجارة والباقي من اللبن, ويحيط به سوار من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية, ويوجد ملحقات "خلوة" في الجنوب, وله بوابتان شرقية غربية, ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة الجنوب الغربي عبر باب صغير خاص بالرجل فقط, حتى الدواب لا تقدر على الوصول إليه.
كما يوجد طريق بالرجل من جهة الشرق ولكنه وعر جداً, ويرتفع حصن "شيلوب" عن الصعيد حوالي 500 متر, والسور المحيطة به مبني بالحجارة ويرتفع أكثر من 2.5 متر وقد غطى أعلاه بالشوك والزرب حتى لا يتسلقه أحد ويقع على صخور شاهقة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية كأنها قطعت بسكين ويزيد ارتفاعها عن 5 أمتار, ويصعب تسلقها من تلك الجهات.
والحصن الصغير في حجمه ولا تزيد مساحته عن 100م2 ولكنه ذو قيمة تاريخية هامة, والدور الأرضي من الحجر وهو عبارة عن مخازن صغيرة, أما الدور الأول فهو مجلس كبير وغرفة نوم صغيرة وحمام, أما الدور الثاني فيوجد به المطبخ والسطوح وتقع "النوبة" في أعلى الحصن. والشرفات الجميلة التي تزينه من أعلى وقد تم طلاءُها بالنورة البيضاء, وقد بُني ذلك في عام 1875م.
وأثناء بناء حصن "شيلوب" تعب الشيخ/ رويس بن فريد من نقل الأحجار الضخمة وقال شعراً مخاطباً أباه:
مانا بشاقي بالحجر طول السنة == شــل القــلم والجنبية بين الصروف
يا العاقـل استكفيت هذه مهِرتك == ما عاد بالسرح معك حيث الشفوف

جوَّب عليه الشيخ فريد بن ناصر قائلاً:
يا رويس شل العود واوثق في الحجر == واصبر على معراصها ظهر الكتوف
شعني بنيـــت الحصــــن مِحنـة للقبـل == ماباه يصبــــح فـــوق وادينـــا يطوف

جواب رويس بن فريد:
يا العاقل أعصب للحجر شلالها == ماباكثر المهرا شع المهرا قطوف
واحنا علينــا شـــل حبــات القلم == عند الحرابة هو ولنقاس الخفوف

جواب الشيخ فريد بن ناصر:
شـــع بــوك معـــراص الحيـــود النابته == واكفي وكافي في بناء وان هي سقوف
وأصبح على خصمي بجشات العُصب == يصبح عليهـــم ضربنا مثـــل الرجوف

وسبب بناءه أن قبيلة آل باراس كانت تهاجم الصعيد ـ والحيد لسود على وجه الخصوص (مطرح آل فريد) من قمة جبل البورية, أثناء الحرب بين آل يسلم وآل باراس, ثم أن الشيخ فريد بن ناصر, قرر أن يبني حصناً حربياً أسماه "شيلوب" في ذلك المكان, وعند إتمامه قال شعراً:
شيلوب شفيته بساعة طيبه === لا قيســــه جـداً ولا عمـاً وبـا
وأنا قفــاهم زر ميح القبيله === والخصم نفيته من راس الجبا


وكان "شيلوب" رمزاً حربياً للقيادة التاريخية العولقية في الزمن القديم, وفي إحدى الغارات القبلية خرج الشاعر محمد بن الحتير من منزله وهو يجري حاملاً سلاحه وشاهد "حصن شيلوب" شامخاً وأنشد يقول:
مني صباح الخير مثني == يا حصن مبني راس قاره
وانته لبو واحنـا عيـالك == لا دق بن علـــــوان طاره

قال شيلوب حيا الحكومه === والهجـــر قـــال مبعد يباها
قال شاعـر شعوها مشقه === يعشر الارض ذي ماذراها

حصن الصداع

حصن العوالق :

من أهم المعالم السياحية والأثرية في محافظة حضرموت

يقع حصن العوالق في قرية الحزم صداع على غيل باوزير ويبعد عن المكلا نحو (43 كم) في شمالها الشرقي ، وقرية الحزم وصداع أرض واسعة من أعمال غيل باوزير بدأ ظهورها في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري عندما اتفق الثلاثة الأمراء عمر بن عوض القيعيطي، وعبدالله بن علي العولقي ، وغالب بن محسن الكثيري ، أثناء ما كانوا يخدمون في صفوف الجيش في حكومة حيدر أباد في الهند ، على تكوين دول لهم بحضرموت وكان الأمير عبدالله بن علي العولقي كثير المال ، كريم النفس ، شجاع القلب ، فبدأ يرسل إلى حضرموت بكثير من الأموال لمواصلة العلويين ولبناء المساجد والسقايا ، كما بدأ بشراء الحزم ، واختار القارة المعروفة هناك لبناء حصنه عليها وهو المعروف بحصن صداع الذي يقول فيه شاعرهم :



سلام ألفين يا حصن فوق قارة = بناك العولقي مايعَّولْ بالْخَساَرةُ

وكانت للأمير العولقي عدة مراكب شراعية في البحر تعمل على نقل ما يحتاجه من الهند ويحضرها إلى قرية الحزم وصداع وكانت نفقاته على الحزم وصداع قد بلغت ثماني ألف روبية ، ونتيجة للصراعات التي كانت قائمة في حينها بين السلاطين القعيطين من جانب ، والحلف الثلاثي لآل باكثير ولآل الكسادي وللأمير العولقي من جانب آخر فقد استطاع السلاطين القعيطيون من هزيمة ذلك الحلف واستولوا بذلك على غيل باوزير وعلى الحزم والصداع في سنة (1293هـ) ، وبعد وفاة الأمير عبدالله العولقي في سنة (1214هـ) خلفه أبنه الذي ظل يحارب الدولة القعيطية لاستعادة الحزم وصداع ولكنه عاد خائباً وقد بلغت خسائره مبالغ ضخمة واستقر في حيدر أباد في باكستان الهند ، وما كان من آل القعيطي إلا أن نقلوا بوابة حصن صداع (حصن العولقي ) إلى حيدر أباد ووضعوها في الطريق الواسعة فمات غبناً في سنة (1294هـ) ، كما دمروا الحصن بالمنجنيق .

وحصن العولقي أقيم على قارة تحدها من الشمال قرية صداع ومن الغرب قرية حباير وتنتشر حوله واحات النخيل الشاسعة ، وكان الحصن بهيئة قلعة ضخمة يحيط بها سوران أحدهما داخل الآخر الأول يضم في أركانه أبراجاً دفاعية دائرية كبيرة مشيدة بالأحجار ويحتوي الثاني على أبراج دفاعية قائمة على قواعد دائرية مشيدة بالأحجار ومطلية بالجص تضم ثلاثة منها باستثناء البرج الشرقي مزاغل لإطلاق النار ، وهناك تحصين ثالث يتصل مباشرة بالركن الغربي للتحصين الأول ويمتد بنفس اتجاهه ، وبشكل عام فأن بناء القلعة غير منتظم الشكل ، كما أن سمك الجدران مختلفة ، وأحجام الأبراج متباينة والمسافات بينها غير متساوية .

وإلى الغرب والجنوب من القلعة تمتد أطلال مستوطنة شيدت مبانيها باللبن ، تنتشر عليها شقافات فخارية مختلفة الأنواع وكسر من خزف البورسلين يعود تأريخها إلى الفترة بين القرنين ( السادس عشر والثامن عشر للميلاد ) .
 

تاريخ العوالق


تاريخ العوالق

كانت منطقة العوالق مشهورة باسم أوديتها الخصيبة المعروفة منذ فجر التاريخ بالأسماء نفسها اليوم وهي أودية : ضراء ـ عبدان ـ يشبم ـ أحور. وبالرجوع إلى الكتب القديمة التي دونت تاريخ المنطقة وسياستها, وجدنا أن هذه الأودية كانت تتمتع بالاستقلالية حيناً، وتكون تابعة إلى إحدى المماليك اليمنية القديمة حيناً آخر.
وتعد الدولة المعنية من أقدم الدول العربية التي قامت في اليمن, إذ دامت من عام 1300 قبل الميلاد إلى عام 630 قبل الميلاد. وخلال الألف الأولى قبل الميلاد كان الجزء الأعظم من التجارة العالمية في بلاد العرب في يد المعنيين والسبأيين الذين كانوا يسيطرون على الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية.
ومن ملوك معين : الملك أب يدع يثع الذي عُثر على أسمه في خرائب معين نفسها, وقد دون هذا النقش:
)
بمناسبة قيام رهط من أشراف قرناو (معين) بترميم خنادقها وإصلاح أسوارها ومن بينهم ورقة أيل ريام ويثع إيل صديق الذي بنى حصن يشبوم) انتهى.
ويتضح لنا من هذا النقش أن يشبم في بلاد العوالق العليا كانت في عهد مملكة معين طريقاً للقوافل التجارية وبُني فيها قديماً أول حصن لتأمين وحراسة القوافل المحملة بالتوابل والبخور, بدءاً من ظفار والمكلا مروراً بميفعة وحبان ويشبم وكانت تخترق مدن الجزيرة العربية حتى تصل الشام ومصر. وكانت الممالك اليمنية القديمة تسيطر على تلك الطرق لتأمين وصول تجارتها.

ممالك اليمن:
وقد ازدهرت تلك الممالك منذ عصور غابرة وهي كما يلي :
1-
مملكة معين (1300 ق . م - 630 ق . م) العاصمة (قرناو) على وادي مذاب (الجوف).
2-
مملكة حضرموت (1020 ق . م - 65 ق . م) العاصمة (شبوة) على وادي عرمة (شبوة).
3-
مملكة سبأ (850 ق . م - 115 ق . م) العاصمة (مأرب) على وادي ذنة (مأرب).
4-
مملكة قتبان .. العاصمة (تمنع) على وادي بيحان (بيحان).
5-
مملكة أوسان .. العاصمة (هجر الناب) على وادي مرخة (مرخة).
6-
مملكة حمير (115 ق . م - 525 م) العاصمة (ظفار) أودية المشرق.



أحداث سياسية هامة

أحداث تاريخية في منطقة العوالق :
آل إسحاق بن لشموس كانت لهم صولة في يشبم على الدولة وغيرهم, ولكن السلطان صلاح بن باقب تمكن من قتلهم سنة 950هـ ـ ثم ضعفوا حيث قتل من قتل ومات من مات, ودفنوا في سوم جربة بن لهمان.
في سنة 954هـ, هيأ السلطان بدر أبو طويرق جيوشه لفتح (احور) وضمها إلى نفوذه وسلطانه, وكان سبب تأجيل فتحها إلى هذا العام هو بعدها عن طريق المدائن التي تتحرك فيها الجيوش بسهولة ويسر.

وقد قام السلطان بدر بدفع رشاوي مادية طائلة لكل من والي دثينة والفضلي لمساعدته في الغارة على (احور) وجهز جيشاً بقيادة أمير يدعى يوسف التركي واتجه إلى (احور) . . وحاصرها, ثم دخلها بعد مقاومة محدودة.
وفرض ضرائب باهظة على أهلها, وأقر سلطانها حيدره بن حنش . . ! تحت إمرته, وأقام باحور دار مال للدولة الكثيرية وحامية من الجيش الكثيري.
وأصبحت احور سلة طعام للجيوش, وخاصة في فترة الصراع الدائم بين العوالق والواحدي . . وقد لعب السلطان حيدره بن حنش في تأجيج بعض الصراعات.

في سنة 955هـ, ظهر في يشبم غيل من عظمة إلى ساقية بني حجيز, ومكث يجري على وجه الأرض أربعة أشهر ثم غار.

في سنة 957هـ, تمكنت الدولة من قتل آل إسحاق بن لشموس, وإضعافهم وكسرت شوكتهم في يشبم.

في سنة 1133هـ غار السلطان عوض بن صالح العولقي على الكرب والمشايعة, بأسفل جردان والسرو, وقتلوا أربعة من مشايخ الكرب وثلاثة من مشايخ المشايعة وأخذوا عليهم الكثير من الغنم والحمير, وحصل في آخر السنة المذكورة وفيات في الخيل والحمير, حتى أنه لم يبق لعوض بن السلطان صالح المذكور وأولاده إلا حصان ماله عين (أعور) وتوفي السلطان صالح بن منصر العولقي في 19 شعبان سنة 1134هـ.

في سنة 1139هـ غار السلطان عوض بن صالح على آل عبد الواحد وأقام ثلاثة أيام وتوجه إلى حبان وتقدمه ثلاثة أشخاص من آل عبد الواحد في غيل لرديحة في حصن على قلعة.
وغارت القوم على الحصن وقتل منهم أربعة عشر وغلبهم ثم توجه إلى لماطر ونهبها وأقاموا فيها يوماً وليلة. ثم مرّوا وادي هدا وعاد العوالق إلى بلادهم.

في سنة 1141هـ وقع نزوح في الآبار والغيول التي في يشبم ونواحيها حتى وردوا إلى الشعبة بير رشيد في أيدات الشمس . . وبير البتيعة في المحضرة.
وفي تلك السنة تم حفر بير السبعة ووقع فيها بحمد الله ماء كثير ولم تنزح. وآبار يشبم نزحت ما عدا بير محمد إلا أنها لم تكفِ الناس . . ! ودام ذلك النزوح في الآبار من سنة 1141هـ حتى 1146هـ.

في سنة 1148هـ وقع سيل عظيم في وادي يشبم يوم الأحد في نجم الشولة وحصل منه خراب عظيم في الطين والعلوب والآبار والحصون . . كما قتل فيه حيدر بن هادي بن حيدر بن السلطان صالح بن نمي بن صلاح العولقي في جماد آخر . . وذلك في آخر الليل في حصن باقطيان الذي يقال له الشباك قتله واحد من آل مقرحة . . ويقال أنهم من آل مدجحي الأصل.
ثم دخل جماعة منهم إلى قرية يشبم وكانوا خائفين من الدولة حيث وقعت فيهم مقتلة عظيمة في وسط قرية يشبم, وكان المستغيث منهم يهتري بقوله: لا سقى يوم حيدره . . !
ودفنوا جماعة في سوم حيدره الذي يقع وسط قرية يشبم المسمى الآن سوم بن علي . . حيث كانوا يطعنونه الدولة وعسكرهم وهو يهتري, أبو علي, أبو علي . . !

أحداث التاريخ الحديث :
في عام 1863م تمكن عبد الله بن علي العولقي الذي كان يعمل في جيش حيدر أباد في الهند . . تمكن من التحالف مع آل كثير في حضرموت, واستطاع أن يشتري قرية الحزم المعروفة الآن بقرية الصداع من آل بريك حكام الشحر وبنى حصناً عظيماً وقد حاول الكثيري والعولقي غزو الكسادي فانهزما في موقعة المشراف والسبب أنهما لم يستنجدا بالقبائل العولقية في تلك المعركة.

في عام 1866م ساعد الإنجليز سلطان لحج بتجنيد مرتزقة لصد الهجمات العولقية ضد بلاده لحج.

في سبتمبر 1879م خُلع السلطان عوض بن عبد الله العولقي عن كرسي السلطنة نظراً لتقدمه في السن ولعجزه عن كبح جماح أولاده الصغار. وانتخب نجله عبد الله سلطاناً خلفاً له نتيجة لنفوذ شيخ العوالق العليا الشيخ فريد بن ناصر.

في عام 1880م قام الإنجليز بحماية لحج من غزو عولقي شامل.

في عام 1883م هاجم العوالق السفلى أهل فضل. وطلب هؤلاء من أخوانهم العوالق العليا مساعدتهم على قهر الفضلى وتمكن السياسي البريطاني من منع تلك المعونه.

في عام 1884م حصلت اضطرابات بين العوالق العليا وقبيلة خليفة قتل أثنائها شقيق السلطان الأكبر.
في 11 ديسمبر 1887م توفي السلطان عبد الله بي عوض فخلفه ابنه صالح بن عبد الله في سدة الحكم بالعوالق العليا (نصاب(.

في عام 1888م اتفق السلطان صالح بن عبد الله وشيخ العوالق العليا على مهاجمة دثينة والتي رفض شيخها دفع الواجبات المترتبة عليه لسلطان وشيخ العوالق والبالغة (5) ريالات عن كل ضمد (فدان) من الأراضي الزراعية.

في 2 يونيه 1888م توفي الشيخ فريد بن ناصر فخلفة ابنه الأكبر رويس بن فريد.

في عام 1888م هدد سلطان وشيخ العوالق بالهجوم على لحج ولكن المقيم السياسي البريطاني أثناهما عن ذلك, ثم زار الشيخ رويس بن فريد شيخ العوالق العليا عدن وأمضى وثيقة تنازل بموجبها عن كل ما كان يدعيه من واجبات على العبادل وأهل فضل.

في عام 1891 تولى المشيخة مرصاص بن فريد بدلاً عن أخيه رويس بن فريد.
في عام 1890 ـ 1891م زار الشيخ مرصاص بن فريد (عدن) لأول مرة بعد اعتلائه كرسي المشيخة بعد وفاة أخيه رويس فأعطى هدية خاصة.

في عام 1897م أجدبت البلاد وقل المطر وانتشر الغلاء وتضاعفت الأسعار حتى وصلت 4 أكيال حب طعام لا يكفي لأكثر من أربعة وقيمتها ريال فرنصة.
في عام 1893 ـ 1894م أرسل السلطان صالح بن عبد الله كتب الوصية واعترف بأن لا واجبات على العبادل وأهل فضل.

في عام 1890م قام الشيخ مرصاص بن فريد شيخ العوالق العليا بإعادة السلطان محسن بن صالح الواحدي إلى حبان بعد أن طردته قبائله ولجأ إلى العوالق.

في عام 1898م هاجر الكثير من العوالق من بلادهم بسبب المجاعة والقحط, واتجهوا إلى دثينة وعدن والشيخ عثمان.

في عام 1898م انتشر مرض الجدري في نصاب ومرخة وبلاد العوالق.

في عام 1901م تم اغتيال الشيخ صالح بن فريد في كور العوالق ثم قامت الحرب بين العوالق العليا والسفلى مباشرة.

في يوليو 1902م توفي الشيخ مرصاص بن فريد, وخلفه في نفس العام شقيقه الأصغر محسن بن فريد.

في 8 ديسمبر 1903م عقدت بريطانيا معاهدة مع الشيخ محسن بن فريد وتمت المصادقة عليها في 23 إبريل 1904م.
العوالق السفلى :
في عام 1855م عقدت معهدة مع السلطان منصر بن أبي بكر بن مهدي سلطان العوالق السفلى تعهد بموجبها بالامتناع عن استيراد الرقيق من إفريقيا.

في عام 1863م اغتيل السلطان وولده عبد الله فخلفه أبن عمه أبوبكر بن عبد الله.
في عام 1870م تعطلت سفينة أمريكية قرب شواطئ العوالق السفلى فهاجمتها القبائل ونهبتها وأحرقتها وبعدها وقع السلطان معاهدة في عدن بعدم تكرار ذلك في عام 1871م.

في عام 1883م دب الخلاف بين اهل فضل والعوالق السفلى بسبب حوادث بعيدة الامد ونظراً لمرور جنود العوالق السفلى في الأراضي الفضلية لأجل معاونة العبادل بدون الحصول على رخصة سابقة من أهل فضل, عمد العوالق إلى حشد جيش على الحدود الفضلية مما أدى إلى اضطراب الأمن وأخذ الاحتياطات اللازمة من أهل فضل لدرء الخطر الداهم. ورغم المناورات التي قامت بها السفينة الحربية (دارفون) في المياه العولقية, والجنود العدنية التي أرسلت أيضاً إلى المنطقة المذكورة, فإن العوالق لم يسرَّحوا جيوشهم. ولما بلغ السلطان الفضلي أن القوات العولقية بدأت بدخول بلاده استنجد بالمقيم السياسي البريطاني الذي أمر بإرسال قوة من المشاة والمدفعية في 19 إبريل عام 1883م بحراً إلى شقرة على ظهر المركب أمبورتش بحراسة المركب الحربي (دارغون) ووجهت قوة من الجنود براً. وعند وصول هذه القوات إلى شقرة . . وجدت أن العوالق لم يدخلوا الحدود الفضلية بعد فعادت القوة البحرية إلى عدن وبقي خمسون من الجنود في بلاد الفضلي وعقب ذلك هاجم العوالق بلاد الفضلي . . فردوا على أعقابهم بعد أن تكبدوا خسائر في الأرواح.

في عام 1885م زار سلطان العوالق السفلى أبوبكر بن عبدالله عدن وتعهد بتجديد الصلح من أهل فضل.
في عام 1886م بنى حصن في المقاطن وفي نفس العام توقفت علاقاته مع الحكومة البريطانية.

في عام 1888م زار السلطان عدن وخصصت له الحكومة البريطانية معاشاً سنوياً قدره 360 ريالاً.

في عام 1888 ـ 1890م زار سلطان العوالق السفلى عدن فأعطته الحكومة مساعدة مالية لإصلاح الخراب الذي سببته الأمطار والسيول في بلاده.

في عام 1892 ـ 1893م زار عدن ولم تعطه الحكومة البريطانية الهدية التي كان ينتظرها وأعاد إليها الأعلام البريطاني.

في عام 1892 ـ 1893م تنازل السلطان أبوبكر بن عبد الله عن السلطة فخلفه صالح بن علي بن ناصر.
في عام 1896م وفي شهر أبريل توفي السلطان أبوبكر بن عبد الله.

في عام 1898 ـ 1899م استمرت حالة القحط والجفاف في بلاد العوالق السفلى وحصل السلطان على مساعدات مالية منتظمة سواء من المحاصيل الزراعية كالحبوب أو نقدية. إضافة إلى السلاح والرصاص من المناطق التي تستعين بهم لإخماد الفتن والقتال فيها.
وقد اشتهر أبناء العوالق بشجاعتهم النادرة وبابتعادهم عن أعمال النهب والتعدي, فهم من هذا القبيل خير قبائل المحميات ويعمل الكثير من خيرة شبابهم في جيش نظام حيدر أباد في الهند وبالرغم من أن القبائل الكبيرة المحاربة مثل: العوالق ويافع كانتا بعيدتين عن عدن . . إلا أن أهم ما كان يميز هاتين القبيلتين عبر تاريخهما الطويل هو استعدادهما للتجند بالمقابل مع أن أي قوة ـ مجاورة داخل اليمن ـ أو خارج الجزيرة العربية كما فعلت مع الأئمة والأتراك وآل كثير وحتى نظام حيدر أباد في الهند.
والعوالق على خلاف مع أهل فضل والعبادل ولهم عدة شكايا مع ذلك تتعلق بهضم أهل فضل والعبادل لحقوقهم التاريخية المعتادة وإن سلطان وشيخ العوالق كانا على استعداد تام في بعض الأحيان للاشتباك مع خصومهم المذكورين أعلاه وإنما تمكن المقيم السياسي من ردعهم من ذلك بالإنذارات والتهديدات العديدة التي بعث بها إليهم في شتى المناسبات.
وقد ذكر الأستاذ نجيب الريحاني في كتابه ملوك العرب عن العوالق ما يلي :
هم جيران آل فضل على الساحل وبلادهم أكبر النواحي التسع, مساحتها مئة ميل ونيف شرقاً ومثلها شمالاً وهي تنقسم إلى قسمين :
العوالق العليا , والعوالق السفلى.
أما العوالق العليا فيحكم قسماً منها : السلطان صالح بن عبد الله العولقي ومركزه نصاب ويحكم قسماً آخر الشيخ محسن بن فريد اليسلمي العولقي الذي يعادل بل يفوق السلطان قوة ونفوذاً ومركزه يشبم.

في عام 1990م خلع السلطان صالح بن علي بن ناصر, وخلفه السلطان علي بن منصور وتوفي المذكور في 5\ 12\ 1903م فخلفه السلطان أبوبكر.

في عام 1948م قتل سلطان العوالق السفلى, وحدث شغب في السلطنة وتم سلطنة ناصر بن عيدروس العولقي وهو آخر سلاطين العوالق السفلى حتى عام 1967م.

ونستميح القارئ الكريم عذراً في السرد التاريخي للأحداث . . حيث اكتفينا بذكر الحوادث الهامة فقط, حيث أن المجال لا يتسع لذلك.
وعود على بدء فقد كانت اليمن تعيش فترة مظلمة من التمزيق والانقسام حيث كان الجزء الشمالي من اليمن يرزح تحت الحكم الأمامي ويضرب في أركانه التخلف والجهل.
وكان الجزء الجنوبي من اليمن يرزح تحت الاستعمار البريطاني البغيض الذي قام ببعض المشاريع الخدماتية لمنطقة عدن لتسهيل عمل فواعده العسكرية وأساطيلة البحرية واستقبال سفنه التجارية التي كانت تنهب الهند والمستعمرات الأخرى وتنقلها إلى بريطانيا.
أما بقية المناطق الجنوبية فقد تركها عرضة للانقسامات والصراعات القبلية. حيث كان يوجد أكثر من ثماني عشرة سلطنة وإمارة ومشيخة تعيش في عزلة تامة.
فلا طرق ولا خدمات ولا مدارس إلا الشيء اليسير في المناطق المجاورة لعدن مثل:
لحج وأبين وبعض مدن حضرموت التي احتفظت بمركزها الديني طوال عقود . . كما أدخلت بعض التحسينات على نظام التعليم بجهود أبنائها المهاجرين وبإطلالتها على البحر العربي . . وبحكم تأثرها الهجرات إلى الهند و وشرق أسيا وإفريقيا.
أما المناطق الداخلية ومنها منطقة العوالق العليا فقد كانت تعيش في عزلة تامة. وبسبب هذه العزلة فقد عاشت قبائل العوالق في تخلف وفقر, وكانت تعتمد في حياتها على الزراعة والرعي, ولما كانت المساحات الزراعية محصورة في أودية مثل : ضراء ـ عبدان ـ احور ـ يشبم فقد ظلت المنتجات الزراعية لا تكفي حاجة السكان لانعدام الإمكانيات المادية ووسائل الزراعة الحديثة وعدم وجود طرق برية آمنة والاقتتال بين القبائل كل ذلك شكل صعوبات بالغة لتسويق منتجاتها آنذاك. وكان الطريق الوحيد الذي يربط العوالق بعدن هو للمشاة فقط ويمر في أماكن وعره بين الجبال والأودية والشعاب . . ! وفي ظل هذه الظروف البائسة وشحة الموارد كان العوالق رجال محاربون أشداء ومتمرسون في فنون القتال بحكم الصراعات القبلية السائدة في تلك الفترة . . !
وكان العوالق يرفضون كل أشكال الظلم والتعسف بحكم موقعهم الوسطي بين حضرموت ودثينة والفضلي والواحدي وقد لعبوا دوراً هاماً وحاسماً في الصراعات التي كانت تدور في تلك المناطق بحكم تفوقهم العددي وشجاعتهم . . وكانوا يسارعون لإصلاح الخلل . . ويعود عليهم ذلك ببعض المصالح المادية ولكن يكون الثمن غالياً حيث كانوا بالمقابل يفقدون أفضل فرسانهم عند تسوية تلك الصراعات القبلية كما سنرى ذلك لاحقاً. وكانت بعض المناطق تدفع لهم عوائد سنوية .

المصدر .. كتاب تاريخ قبائل العوالق وأثره في الإعلام المعاصر ( الجزء الأول ) للدكتور علوي عمر بن فريد .