الأحد، 4 ديسمبر 2011

حصن شيلوب

حصن شيلوب








وهو حصن الشيخ فريد بن ناصر, وقد أقيم على قمة جبل البورية ويطل على مدينة "الصعيد" بالعوالق العليا ـ ويكشف أمام ناظريك إذا جلست في الدور الثاني وادي يشبم, الشعبة, والحالة, وله إطلالة جميلة جداً كأنك تطل على الوادي الأخضر من نافذة طائرة.
والحصن "شيلوب" مكون من: 3 أدوار ونوبة والطابقين الأرضي والأول مبنية بالحجارة والباقي من اللبن, ويحيط به سوار من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية, ويوجد ملحقات "خلوة" في الجنوب, وله بوابتان شرقية غربية, ولا يمكن الوصول إليه إلا من جهة الجنوب الغربي عبر باب صغير خاص بالرجل فقط, حتى الدواب لا تقدر على الوصول إليه.
كما يوجد طريق بالرجل من جهة الشرق ولكنه وعر جداً, ويرتفع حصن "شيلوب" عن الصعيد حوالي 500 متر, والسور المحيطة به مبني بالحجارة ويرتفع أكثر من 2.5 متر وقد غطى أعلاه بالشوك والزرب حتى لا يتسلقه أحد ويقع على صخور شاهقة من الجهات الشمالية والغربية والشرقية كأنها قطعت بسكين ويزيد ارتفاعها عن 5 أمتار, ويصعب تسلقها من تلك الجهات.
والحصن الصغير في حجمه ولا تزيد مساحته عن 100م2 ولكنه ذو قيمة تاريخية هامة, والدور الأرضي من الحجر وهو عبارة عن مخازن صغيرة, أما الدور الأول فهو مجلس كبير وغرفة نوم صغيرة وحمام, أما الدور الثاني فيوجد به المطبخ والسطوح وتقع "النوبة" في أعلى الحصن. والشرفات الجميلة التي تزينه من أعلى وقد تم طلاءُها بالنورة البيضاء, وقد بُني ذلك في عام 1875م.
وأثناء بناء حصن "شيلوب" تعب الشيخ/ رويس بن فريد من نقل الأحجار الضخمة وقال شعراً مخاطباً أباه:
مانا بشاقي بالحجر طول السنة == شــل القــلم والجنبية بين الصروف
يا العاقـل استكفيت هذه مهِرتك == ما عاد بالسرح معك حيث الشفوف

جوَّب عليه الشيخ فريد بن ناصر قائلاً:
يا رويس شل العود واوثق في الحجر == واصبر على معراصها ظهر الكتوف
شعني بنيـــت الحصــــن مِحنـة للقبـل == ماباه يصبــــح فـــوق وادينـــا يطوف

جواب رويس بن فريد:
يا العاقل أعصب للحجر شلالها == ماباكثر المهرا شع المهرا قطوف
واحنا علينــا شـــل حبــات القلم == عند الحرابة هو ولنقاس الخفوف

جواب الشيخ فريد بن ناصر:
شـــع بــوك معـــراص الحيـــود النابته == واكفي وكافي في بناء وان هي سقوف
وأصبح على خصمي بجشات العُصب == يصبح عليهـــم ضربنا مثـــل الرجوف

وسبب بناءه أن قبيلة آل باراس كانت تهاجم الصعيد ـ والحيد لسود على وجه الخصوص (مطرح آل فريد) من قمة جبل البورية, أثناء الحرب بين آل يسلم وآل باراس, ثم أن الشيخ فريد بن ناصر, قرر أن يبني حصناً حربياً أسماه "شيلوب" في ذلك المكان, وعند إتمامه قال شعراً:
شيلوب شفيته بساعة طيبه === لا قيســــه جـداً ولا عمـاً وبـا
وأنا قفــاهم زر ميح القبيله === والخصم نفيته من راس الجبا


وكان "شيلوب" رمزاً حربياً للقيادة التاريخية العولقية في الزمن القديم, وفي إحدى الغارات القبلية خرج الشاعر محمد بن الحتير من منزله وهو يجري حاملاً سلاحه وشاهد "حصن شيلوب" شامخاً وأنشد يقول:
مني صباح الخير مثني == يا حصن مبني راس قاره
وانته لبو واحنـا عيـالك == لا دق بن علـــــوان طاره

قال شيلوب حيا الحكومه === والهجـــر قـــال مبعد يباها
قال شاعـر شعوها مشقه === يعشر الارض ذي ماذراها

هناك 4 تعليقات: